باب بدء الوحي من صحيح البخاري
كُتُب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك
...............................................................................
ثم في سنة ست، السنة التي بعد الأحزاب حصل الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين قريش ويُسَمَّى صلح الحديبية اسم> على وضع الحرب عشر سنين؛ يعني لانتظار ما يحصل، فلما حصل هذا الصلح بينهم وبين المسلمين في تلك المدة كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى رؤساء المشركين، ورؤساء النصارى، والْفُرْس يدعوهم إلى الإسلام .
أرسل كتابًا إلى كِسْرَى اسم> الذي هو رئيس الفرس، ولكن كسرى اسم> مَزَّق الكتاب لما قرأه، دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمَزِّقَهُ الله كل مُمَزَّق، استُجِيبَتْ دعوته، فلم يَبْقَ له ملك! وفتح المسلمون العراق اسم> ثم فتحوا خراسان اسم> ثم تابعوا كسرى اسم> الذي يُسَمَّى في ذلك الوقت يزدجرد اسم> إلى أن استأصل ملكه، ولم يبق له ملك، مع أنه كان يملك نصف الدنيا: يملك العراق اسم> ويملك خراسان اسم> ويملك البحرين اسم> ونحوها، ويملك الساحل كله الشرقي، ويملك الهند اسم> والسِّنْد اسم> وتلك البلاد فلم يَبْقَ له مُلْكٌ.
وأمَّا قيصر اسم> الذي هو ملك الروم، فإنه أيضًا يملك نصف الأرض، يملك الشام اسم> بأكمله الذي هو فلسطين اسم> وسوريا اسم> ولبنان اسم> وتركيا اسم> ومصر اسم> وإفريقيا اسم> كلها والحبشة اسم> واليمن اسم> وتلك البلاد، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم خطابًا، وكان يدين بالنصرانية، والنصارى أقرب إلى الخير، وإلى الإسلام من الفرس، وقد كان بينهم قتال بين الفرس والروم، وفي ذلك نزل قول الله تعالى: رسم> الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ قرآن> رسم> يفرح المؤمنون بانتصار الروم على الْفُرْس، ويفرح المشركون بانتصار الفرس؛ وذلك لأن الْفُرْسَ وثنيون، والروم كِتَابِيُّون، فهم أقرب إلى الإسلام، وأقرب إلى الْكِتَاب.
مسألة>